وقدمت المجلة هذا البحث بمقدمة جاء فيها: الطرق الصوفية والزوايا مبثوثة في جميع العالم الإسلامي عموماً، والإفريقي خصوصاً، وهي غنية بأحباسها غنًى يمكن أن يفيد الهيئة الإسلامية فوائد تذكر، لو عرفت كيف تستفيد منها، على أن الدولة التونسية والمصلحين التونسيين ما كانوا قبل الاحتلال غافلين عن ذلك، إلا أن الاحتلال قلب السير القديم رأساً على عقب؛ إذ حاول إدخال النظم الأوروبية على الحكومة والأمة إدخالاً، لا تحوير خصائص البلاد بما يوافق الزمان، والسير بها حسب النظام الطبيعي، فاندرست أكثر معالم المشاريع القديمة التي كان يمكن أن يستفاد منها فوائد جمة بأقل عناء وأخف تكاليف مما وقع. وما لم يندرس؛ لمتانة أساسه، وقوة ضلعه بقي عضواً أثرياً تهدم من جلاله أيدي الانتفاعيين، وتزيد غرابته أصابع الضالين والمخدوعين، حتى أصبح ملهى السواح، ومغمز المنتقدين. فالطرق اليوم وزواياها ليست إلا محشر الصبيان والبطالين الذين يزدادون باستثمار الشعب المسكين كسلاً، أو بؤرة يقصدها المهووسون، فتزيدهم جنوناً بما فتح باباً فسيحاً للأوروبيين؛ ليغمزوا وينتقدوا ليس التونسيين فقط، ولا الأفارقة فقط، بل الإسلام نفسه!! واستمر الحال على هذا المنوال إلى اليوم، والحكومة متشاغلة عنه، ورجالها صامتون. على أننا رأينا =