فقلت له لا تبك عينك إنما ... يكون غداً حسن الثناء لمن صبر
* الإخلاص في الحرب:
نجاح كل عمل على قدر ما يقارنه من طيب السريرة، وحسن القصد، وأحقُّ ما يقصد إليه الناهضون إلى الحرب: حماية أوطانهم؛ ليسلم لهم دينهم وأعراضهم وأموالهم، وتكون كلمة الحق هي العليا، وهذا القصد أكبر باعث على الثبات في مواقف الدفاع، فالذي يحارب ليحرز منصباً أو مالاً، أو ليتحدث الناس عن شجاعته، قد يقف في إقدامه عند حد، وما هو من الانهزام والفرار من مواقع الدفاع ببعيد، أما الذي يقاتل دفاعاً عن شيء يرى الحياة بدونه شراً من الموت، وهو العزة والحرية اللتان يرى بهما الحق في إشراق وصعود، فإنه يثبت في مواقع القتال، ولا يلوي عنقه عنه إلا أن يفوز أو يموت.
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال له سائلاً: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
وما أبلغ قول أبي فراس:
يغشون حوماتِ المنون وإنها ... في الله عند نفوسهم لصِغار
* أثر الاستقامة في الانتصار:
جرت سنة الله بأن يكون تأييده في جانب القوم الذين يملأون قلوبهم بالثقة به، ويحافظون على واجبات شريعته ما استطاعوا.
كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: "آمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوفُ عليهم من عدوهم، وإنما ينُصر المسلمون لمعصية عدوكم لله، ولولا ذلك،