للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدها من روح هذا العصر؟! وهل ادعاء أنها من بقايا ضعف الطبيعة البشرية يقلل من قذارتها المالئة وجه الأرض، ولا سيما رذائل وجدت ما لم تجده في العصور الماضية من أقلام تلقبها بألقاب لم توضع لها، وتسول للنفوس العمل على شاكلتها؟!.

* نقد مقالات الدعوة إلى التجديد:

تحدث الأستاذ فيما كتبه في جريدة "الأهرام" (١) تحت عنوان: "الدعوة إلى التجديد" عن الثورات العامة، وما تفعله في الأمم، ثم قال: "وينهار كل ما ورثته من صروح العقائد والتقاليد، وما أقامته على أصولها من النظم والعادات، ولكنها وهي تحت تاثير هذه الحالة الشاذة تندفع في الوقت عينه بمثل هذه الروح الثوربة إلى البناء والتشييد مدفوعة بحب البقاء، فلا تهدم حجراً حتى تضع حجرًا، ولا تحطم ركنًا حتى تقيم بدله ركنًا، وتتيقظ فيها أعلى فضائل الاجتماع من التعاون والإيثار ونكران الذات، فتعمل في سنين معدودة ما لا يمكن عمله إلا في أجيال". ثم ضرب المثل بثورة وقعت في بعض البلاد الإسلامية.

يعترف الأستاذ بأن تلك الثورة انهارت فيها صروح العقائد والتقاليد، ويريد أن يدفع عنها لومة اللائمين، بدعوى أنهم لم يهدموا حجراً إلا وضعوا مكانه حجراً، ولم يحطموا ركنًا إلا أقاموا مكانه ركناً، ولم ينه الأستاذ قلمه عن الهوى، فيمنعه من أن يسمي انهيار صروح العقائد بين قوم مسلمين، ووضع أشياء أخرى موضعها: تيقظاً لأعلى فضائل الاجتماع.


(١) ١٨ رمضان سنة ١٣٤٨ (١٧ فبراير سنة ١٩٣٠).