عَلَمٌ من أعلام الإسلام والعروبة، جمع بين التفقه في الدين واللغة والأدب.
ولد المرحوم الشيخ الأكبر محمد الخضر حسين في سنة ١٨٧٧ م في بلد من أعمال تونس، وحفظ القرآن الكريم، وشدا شيئاً من الأدب في بلدته على أيدي علمائها، فتذوق طعم الأدب منذ نشأته، بل حاول نظم الشعر وهو في الثانية عشرة، وبعدها التحق بجامع الزيتونة سنة (١٣٠٧ هـ / ١٨٨٩ م) بعد أن نال منه درجة العالمية، ودخل بعد ذلك معترك الحياة، فأنشأ مجلة "السعادة العظمى"، وهي أول مجلة أنشئت ببلاد المغرب العربي، وكانت مجلة علمية أدبية، ثم تولى القضاء في "بَنْزَرْت" سنة ١٩٠٥ م، وتركه ليعمل بالتدريس في جامع الزيتونة، ثم رحل عن تونس إلى دمشق إثر ثورات وطنية؛ حيث صمم الفرنسيون على التنكيل بكل من يوقظ روح الوطنية ضد المستعمر الفرنسي.
وعمل في دمشق بالتدريس بالمدرسة السلطانية سنة ١٩١٢ م، ثم رحل بعدها إلا الآستانة، وسافر بعد ذلك إلى ألمانيا مرتين، كانت المرة الأخيرة
(١) من كتاب "المعجميون في خمسة وسبعين عاماً" للدكتور محمد مهدي علام، والدكتور حسن عبد العزيز - طبع (١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م)