للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من لم ير مصر، لم ير عزّ الإسلام (١)

أيها السادة!

قرأت في بعض كتب التاريخ: أن أحد أهل العلم بالمغرب رحل إلى بلاد الشرق، وبعد أن عاد من رحلته، سئل عن مصر، فقال: "من لم ير مصر، لم ير عزّ الإسلام".

وإنما كانت مصر مظهراً لعزّ الإسلام بهذا المعهد الذي أنشأه القائد جوهر، فأصبح مطلع علم وهداية.

ولنطو الحديث عن الغفوة التي أخذت هذا المعهد ليالي وأياماً، ولنطو الحديث عن أسباب هذه الغفوة، فلعلكم أدرى بها، وأملكُ للسان الذي لا يردّه شيء عن بيانها، وشأني في هذأ المقام أن أقول: إن في مصر اليوم نهضة علمية اجتماعية، ولا أحد يتردد في أن الثقافة الأزهرية كانت أول عامل في أساس هذه النهضة الناجحة. وأذكر بهذا أن أول نداء أيقظ الأمة التونسية من سباتها، إنما صدر من ناحية الجامعة الزيتونية، وأن الدعوة إلى الإصلاح من


(١) مجلة "الفتح" - العدد ٨١ من السنة الثانية الصادر في الثالث من شعبان سنة ١٣٤٦ هـ، الموافق ٢٦ يناير كانون الثاني ١٩٢٨ م.
وهي كلمة الإمام في الحفل الذي دعا إليه فريق من نبهاء كلية الأزهر إلى تأسيس جمعية تعمل لتأييد الهداية الإسلامية.