واستمر في جهاده عالماً أن أولى الفريقين بالصبر والثبات مَن حَسُن في الله ظنه، ورجح بالتوكل عليه وزنُه؟.
وكيف يكون حال من يتفقه في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: ١١]، أفلا يصب نظراته الصائبة في أحوال أمته باحثاً عن علل وهنها وخمولها؛ ليعمل على تغيير ما بها من الأحوال التي أخلدت بها إلى الاستكانة، وقعدت بها عن مغالبة خصومها راضية بحياة لا أمن فيها ولا كرامة؟.
والكتاب الكريم والحديث النبوي عامران بأمثال هذه الحكم التي لم تخالط نفوساً زاكية إلا فزعت لأن ترسمها في حياة الأفراد والجماعات خططاً، فحق على أولي الشأن أن ينظروا إلى النشء الأزهريين نظرهم إلى رجال خُلقوا لأن يجاهدوا في سبيل الإِصلاح بما استطاعوا من حكمة وقوة، فالأزهر جاهد، وسيجاهد في ظهور الحق على الباطل، وإعلاء الفضيلة على الرذيلة، وإنما ينهض نهضته الطاهرة المطمئنة إذا سار تحت إشراف الهداية الدينية، وكان ولاة أموره ممن يرجون لله وقاراً.