للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حقوق الجار (١)

الحياة الطيبة أن يعيش الإنسان في أمن، فلا يصيبه من الناس أذى، وأن يجد ما يسد به حاجته؛ من نحو: مطعم وملبس ومسكن، وأن يكون على طهارة نفس، واستنارة فكر؛ إذ بهذه الطهارة والاستنارة يتهيأ إلى أن يجيب داعي الشريعة ومكارم الأخلاق بيسر وسماحة، فطيب حياة الإنسان في أمنه من المخاوف، وبلوغ مآربه الحيوية، وأن يكون على أدب وثقافة ينهضان به إلى تأدية الحقوق، والمسارعة في الخير.

وإذا كانت سعادة الأمة في طيب حياة أفرادها، كان واجب كل فرد أن يوجه همته إلى أن يكون سائر الأفراد في حياة طيبة، فيساعد من يستطيع مساعدته من الأفراد على أن يكون في أمن، أو على كفاية من حاجاته الحيوية، أو على تربية وثقافة يقوى بهما على السير في طريق السلامة وراحة الضمير.

ومن حكمة الشارع في الدعوة إلى الإصلاح: أن اتجه إلى الروابط التي تربط الإنسان بالإنسان؛ كرابطة الاتحاد في الإنسانية، ورابطة الاتحاد في الدين والحق، ورابطة القرابة الدموية، ورابطة الجوار، وأعطى كل رابطة حقها؛ من جهة كف الشر عنها، وسوق الخير إليها.


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء السادس من المجلد السادس عشر.