إذا كان تاريخ الصحافة بتونس زاخراً بالدوريات التي صدرت في شكل جرائد، فإن الدوريات التي صدرت في شكل مجلات تعد ضئيلة نسبياً. وإذا كانت الجرائد متصلة بالأحداث الآنية، وبالأخبار السياسية العامة، فإن المجلات تأخذ عادة بعدها الكافي عن الأحداث، لتكون وسائل تفكير نظري، وخلق أدبي، وتعبير عن الرأي. وتواجه المجلات بالتالي أكثر من الجرائد مشاكل في الصدور والاستمرارية؛ نظراً لجمهورها المحدود، ولتكاليف إخراجها المرتفعة.
وقد كان لمحمد الخضر بن الحسين الفضل في إصدار أول مجلة تونسية عنوانها "السعادة العظمى"، تبعتها بعد ذلك مجلات أخرى ذات طابع ديني أو أدبي إلى جانب المجلات الرسمية والمختصة.
ومحمّد الخضر بن الحسين من مواليد "نفطة" بالجنوب التونسي
(١) كاتب تونسي معروف، وأستاذ محاضر في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، له كتاب قيم في الإعلام في تونس تحت عنوان "أعلام الإعلام في تونس ١٨٦٠ - ١٩٥٦" ط ١٩٩١ م، صدر عن مركز التوثيق القومي بتونس. ومن الكتاب المذكور أخذنا هذا البحث.