للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الشعر المعزوّ إليه كله مولّد، وقال بعضهم: إنه اسم مستعار لا حقيقة له (١).

وقال جرجي زيدان في "تاريخ آداب اللغة العربية" (٢): "ومما وضعه العرب من عند أنفسهم أيضاً قصص العشاق العذريين ونحوهم". وقال: "وأخبار العذريين في العفة أكثرها موضوع، وقد أجمع الرواة على أن أخبار مجنون ليلى موضوعة، ويراد بها: تمثيل العفة مع الثبات على الحب، وقس على ذلك أكثر ما يروونه من هذا النوع" (٣).

فنظرية الشك في طائفة من هذه القصص الغرامية قد أذاعها جرجي زيدان من قبل، ولكن المؤلف يجد في صدره حاجة مما يؤتى هؤلاء المحدثون، فيغبطهم حتى في نظرية شك لا يضرهم فقدها, ولا ينفعه أن يضيفها الناس إليه.

* الطيب والخبيث في كتب الأدب:

قال المؤلف في (ص ١٢٧): "ويجب حقاً أن نلغي عقولنا -كما يقول بعض زعماء السياسيين- لنؤمن بأن كل ما يروى لنا عن الشعراء والكتّاب والخلفاء والقواد والوزراء صحيح؛ لأنه ورد في كتاب "الأغاني"، أو في كتاب الطبري، أو كتاب المبرّد، أو في سفر من أسفار الجاحظ".

هذه الكلمة مما يلقى في كل سبيل، وليست من النوع الذي يُعزى إلى زعيم سياسي، ولعل المؤلف أحس بابتذالها كما أحسسنا، فلم يحرص


(١) انظر "الأغاني" (ج ٢ ص ١٦٧).
(٢) (ج ٢ ص ٢٩٥).
(٣) (ج ١ ص ٥٨).