للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسالة شعرية إلى عبد القادر المبارك (١)

عندما ألف الإمام كتابه "الخيال في الشعر العربي" بعث إليه اللغوي الفاضل الأستاذ عبد القادر المبارك قصيدة قرظ بها الكتاب -وهي المنشورة في الحاشية-، وقد أجابه الإمام بالقصيدة التالية:

يا رُبىً تَرْفُلُ في حُسْنِ وَطيبِ ... والصَّبا تَخْفِقُ بالغُصْنِ الرَّطيبِ (٢)

هاجَ ذِكْراكِ شَذا الأنْسِ الَّذي ... هَبَّ مِنْ أرْدانِ واديكِ الخَصيبِ (٣)

هاجَ ذِكْرى زَمَنٍ يَبْسِمُ في ... جِلَّقَ الْفَيْحاءِ بالثَّغْرِ الشَّنيبِ (٤)


(١) عبد القادر بن محمد بن محمد المبارك الجزائري الدمشقي، عالم باللغة والأدب، وواسعالاطلاع على المفردات اللغوية، من أصل جزائري، كان عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، له تصانيف عديدة منها: شرح المقصورة الدريدية -فرائد الأدبيات العربية- وله شعر. ولد وتوفي بدمشق (١٣٠٤ - ١٣٦٤ هـ = ١٨٨٧ - ١٩٤٥ م).
(٢) الربى: جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض. ترفل: تجر ذيلها، تتبختر. الصَّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش.
(٣) أردان: جمع الردن، وهو أصل الكم.
(٤) جلق والفيحاء: من أسماء دمشق. الفيحاء: الواسعة من الدور. الشنيب: من به شنب؛ أي: ماء ورقَّة وبرد وعذوبة في الأسنان.