على الرغم من أنه وارد في كتب كبيرهم الذي علمهم اشتراء الدنيا بالآخرة، أو في كتب بعض زعمائهم الذين يرونهم بمقربة من النبوة. وخيلت له نفسه أنه يعرف من بلاغة اللسان العربي ما يقوى به على الخوض في تفسير القرآن الكريم، وشرح حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتخبط في مباحث لا يدري كيف يرِدُها، ولا كيف يصدر عنها.
وها نحن أولاء نرفع الستار عن جانب آخر من تزوير غلام أحمد، ونأتي إلى مقال داعيتهم، فنعرض على حضرات القراء قطعاً من زوره وقلة درايته؛ ليزدادوا علماً بأن القاديانية نحلة ملفقة من مزاعم لا تتصل بعقول هيأها الله تعالى للهداية، ولا تروج في نفوس أخذت من التعليم أو التهذيب ما فيه كفاية.
ابتدأ داعية القاديانية بمقدمة ساق فيها آيات نزلت في حق أنبياء الله الأكرمين، ومن يجحد نبوتهم من المبطلين، محاولاً تطبيقها على حال غلام أحمد، ومن يحذرون الناس من ضلاله المبين، ولا نعبأ بهذا التمثيل الفاسد؛ فإن ما كتبناه في نشأة نحلتهم، وما ضربناه من الأمثال على بهتان رئيسهم، يرد تلك المقدمة على عقبها خاسئة، ويحقق للقراء أن موقفنا في وجه غلام أحمد وأتباعه إنما هو موقف حزب الله في وجه مسيلمة وسجاح، وأمثالهما ممن يفترون على الله الكذب، ويدعون أنه يوحى إليهم، ولم يوح إليهم بشيء.
* خيبة مدعي النبوة:
قلنا في مقالنا السابق: إن مدعي النبوة قد يذهب فينقطع أثره، وقد يبقى لدعوته بين طائفة من الجاهلين أثر، فاندفع داعية القاديانية بعد هذا