للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكانة الأزهر وأثره في حفظ الدين ورقي الشرق (١)

ليس من غرض هذا المقال أن نحدثك عن حال الأزهر من حيث هو حجر وطين، وأرض فوقها سماء، وإنما نقصد إلى أن نضع نصبَ عينك صورة موجزة من حياته العلمية، ومكانته الدينية؛ لنريك أنه الحصن الذي لا يتصاع، ومطلع النور الذي لا يتقلص، ومبعث القوة التي لا تغلب، حتى تكون على ثقة من أنه الكفيل بإعلاء كلمة الإِسلام، ورفع لواء المدنية النقية من كل قذى.

في يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ٣٥٩ هـ شرع القائد الفاطمي أبو الحسن جوهر بن عبد الله "الصقلي" في بناء مسجد بالمدينة التي أنشأها، حيث ضرب خيام جيشه، وسماها: "المنصورة"، ثم سماها المعزّ بعدُ: "القاهرة المعزية"، وتم بناء هذا المسجد في نحو ثلاثين شهراً، ذلك المسجد هو الأزهر الشريف.

وفي صفر عام ٣٦٥ هـ جلس قاضي مصر أبو الحسن علي بن النعمان بن محمد بن حيون بهذا الجامع، وأملى مختصر أبيه المؤلف في الفقه على مذهب الشيعة.

وفي سنة ٣٧٨ هـ تولى الوزارة يعقوب بن كاس للخليفة نزار بن المعز،


(١) مجلة "نور الإسلام" - العدد العاشر من المجلد الأول في شهر شوال سنة ١٣٤٩ هـ - القاهرة.