- يكفي الذي يسير في سبيل مصلحة الأمة، وهو يلاحظ من ورائها منفعة لنفسه، أن يكون في حل من وخزات أقلامها، أما أطواق الشكر الصادق، فإنما يتقلدها المخلصون.
- ألا ترى الماء الذي تلقى في مجاريه الأقذار كيف يتجهم منظرُه، ويخبث طعمه؟ فاطرد عن قلبك خواطر السوء؛ فإنه المنبع الذي تصدر عنه أعمالك الظاهرة.
- لا تنقل حديث الذي يفضى به إليك عن ثقة أمنك، وحسن عقيدة في أمانتك، ويمكنك متى كان يرمي إلى غاية سيئة أن تجعل مساعيك عرضة في سبيله، فتحفظ للمروءة عهدها، وتقضي للمصلحة العامة حقها.
- لو فكرت في لسانك حين يعرض لإطراء نفسك، لم تميزه عن ألسنة تقع في ذمها إلا بأنه يلصق بك نقيصة لا يحتاج إثباتها إلى بينة.
- إذا ركبت في السياسة مركب الشعر، فقلت ما لا تفعل، أوهِمْت في واد لا تعرج فيه على حق، فانفض ثوبك من غبارها، فإنه ليس بالغبار الذي يصيبك في سبيل الله.
أصغى ذلك الأستاذ إلى هذه الخاطرات، فابتسم لها ابتسام المستحسن، ولكنه ناقشني في الخاطرة الأخيرة منها قائلاً:"إن مجال السياسة أوسع من دائرة الحقيقة"، فلم يسعني في الجواب عن هذا النقد سوى أن قلت: إن الوقائع النادرة لا تمنع من سبك المقالات الموجزة وصياغتها في أساليبها المطلقة.
* نقودهم:
تحتوي الليرة على (٢٠) ماركاً، وتتركب من (٩٠٠) قسم من الذهب، و (١٠٠) قسم من النحاس، ويحتوي المارك على (١٠٠) فينيش، ويتركب