قائمة في الهواء، ولكن بعض الأمراء بنى حذاءها جداراً ملاصقاً لها؛ ستراً لشأنها العجيب؛ لئلا يفتتن بها الناس، وقد رأيت هذا في بعض الرحلات أيضاً، وفي ظني أنها رحلة خالد بن عيسى البلوي، وطالما يجري بيني وبين من يعتقد صحة هذا مناقشة. ولما نبأني الشيخ موسى أنه يقوم بالتدريس عند فنائها، حادثته بقصتها، فحدثني بأنها موضوعة على بناء راسخ في الأرض، وأن هذه خرافة افتراها بعض الدجالين هناك، ثم أخذ خلفهم يلقونها إلى الواردين البسطاء لغرض واضح.
* المرور في بيروت إلى دمشق:
بلغنا إلى "بيروت" يوم الأربعاء، وأقمت بها نحو ساعتين، ثم توجهت إلى محطة الرتل، فأخذت في بعض بيوته مقعداً، وسار الرتل متدرجاً من بطاح بيروت إلى جبل لبنان، وكان أحد الجلساء عارفاً بأسماء المواقع، وله ذوق في الأدب، فاستفدت من تعاريفه، حتى انحدرنا على الرياض المتصلة بدمشق، وقد أنشأت في هذا الحال:
لجّ القطار بنا والنار تسحبه ... ما بين رائق أشجارٍ وأنهارِ
ومن عجائب ما تدريه في سفر ... قوم تقاد إلى الجنات بالنارِ
* مع علماء وفضلاء دمشق:
وصل القطار إلى مدينة دمشق بعد الساعة العاشرة مساء، وحيث لم أكن على خبرة مفصلة بالمنزل الذي حلته عائلتنا، عمدت إلى بيت في أحد القصور المعدة للغرباء، واسترحت بها بقية سواد الليل، وما انصرفت إلى مسكن العائلة حتى مطلع الفجر.
جاء لنا طائفة من فضلاء المدينة وعلمائها بزيارة التسليم، ولاقونا بحفاوة