إن اهتمام السادة العلماء الأفاضل، والأدباء والباحثين وطلاب العلم بآثار الإمام محمد الخضر حسين بلغ درجة عالية من حسن القبول، والاستبشار بصدورها ونشرها، ولقيت ترحيباً بالغاً من المؤسسات العلمية والجامعات في أنحاء العالم الإسلامي.
تحت يدي عشرات الرسائل التي أثلجت صدري، ومسحت عن جبيني التعب والجهد، وأنعشت القلب بطيب شذاها وبديع سناها، وكأن دماً نقياً جديداً سرى في الأعراق، ووجدت أن العمل الذي قمت به طيلة ثلاثين عاماً أتى كله ثمراً يانعاً في الحياة الدنيا، ودعاؤنا أن يتقبله الله - جل جلاله -، ويكون في مقدمة صحيفة الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
تستحق تلك الرسائل المعبرة عن الوفاء للإمام، أن تعرض على صفحات الكتاب، وهي قطع من الأدب الرفيع، تتلمس الصدق في كلماتها، وتستنشق عبير المحبة من خلف حروفها، ولكنها على كثرتها، فإني أنشر بعضاً منها. أما الرسائل الأخرى فإلى ميدان آخر -إن شاء الله-.