شهدت درس الأستاذ عبد القادر الخطيب لصحيح الإمام البخاري بالجامع الأموي، وكان الدرس لذلك اليوم: أول حديث من كتاب الصوم، فعجبنا بفصاحته، وكثرة ما يجلب مما كتب في شرح الحديث.
ومن سنّتهم: أن يتقدم -قبل أخذ الأستاذ في تقرير الدرس- أحد القائمين بتجويد القرآن، ويتلو منه بعض آيات بترتيل. وليس من المكروه في عادتهم أن يقوم الجالس بحلقة الدرس، وينطلق إلى درس آخر، ثم يحن إلى الدرس الأول، فيعود إليه، أو يقف قبالة الأستاذة لينظر إليه ماذا يقرر، أو ليقتنص منه فائدة، ويفارقه إلى درس آخر، ثم إذا شاء انقلب إليه.
ودعانا الشيخ رضا مفتي آلاي إلى منزله، وصعد بنا إلى بيت نضد فيه من الكتب ما يجعله مكتبة حافلة، ومما أطلعنا عليه: تآليف لطائفة الدروز بثوا فيها عقائدهم السرية، وقد انساقت إليه هذه الكتب حين خرج صحبة سامي باشا لتمهيد ثورتهم. ومن أصول عقائدهم: التصديق بألوهية الحاكم بأمر الله المتوفى قتيلاً بمصر سنة ٤١١ هـ.
* درس في الجامع الأموي:
بعثني ما شاهدته من إقبال العامة، واحتفالهم بدروس الوعظ: أن ألقي دروسًا بالجامع الأموي، فألقيت نحو اثني عشر درساً في أحاديث جامعة، وكانت الأسئلة في الدروس عندهم نادرة؛ فإني حضرت بمقربة من دروس متعددة، ولم يتفق أن أسمع باحثاً يتفاهم مع أستاذ.
ومما جرى لنا في الدرس الأول: أن أحد المستمعين الذين لهم صلة بالقراءة، ألقى بحثاً في موضوع كنت آخذاً في تقريره، فتعرض له بعض