للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقلم مثمر، لأنشأ من أصولها فروعاً، وأجرى من منابعها أنهاراً. وقد كان القوم يقومون على هذه الأصول، ويجمعون إليها علم التاريخ الذي هو الركن الأعظم لإجادة النظر في السياسة، ولهذا المعنى كانوا يتحرون في تقليد المناصب من له خبرة واسعة بأنباء الأمم وأيامها الخالية.

أرسل عمر بن هبيرة (١) إلى إياس بن معاوية (٢)، وساله أسئلة أجاب عنها، ثم قال له: تعرف من أيام العرب شيئاً؟ قال: نعم. قال: فهل تعرف من أبناء العجم شيئاً؟ قال: أنا بها أعلم. قال: إني أريد أن أستعين بك. ثم قال له: قم قد وليتك".

وصفوة القول: أن المسلمين اطلعوا على سياسة أفلاطون، وسياسة أرسطو، وألّفوا في السياسة المدنية، والسياسة الشرعية، فملكوا من السياسة النظرية كنزاً قيّماً، ولولا أنهم كانوا ينفقون من هذا الكنز القيّم، لما ارتفعت سياستهم العملية على سياسة تلاميذ أفلاطون وأرسطو درجات.

* النحو العربي ومناهج السريان:

قال المؤلف في (ص ٢٤): "وهم الذين ارتضوا أن ينهجوا بالمسلمين مناهج السريان في علم النحو".

هذا شيء ظنه جرجي زيدان، فالتقطه المؤلف من ورائه، وجاء به على أنة قضية مسلمة.


(١) عمر بن هبيرة بن سعد (... - نحو ١١٠ هـ = ... - نحو ٧٢٨ م) من الدهاة الشجعان. ولاه يزيد بن عبد الملك إمارة العراق وخراسان.
(٢) إياس بن معاوية بن قرة المزني (٤٦ - ١٢٢ هـ = ٦٦٦ - ٧٤٥ م) اشتهر بالفطنة والذكاء. قاضي البصرة، وتوفي بواسط.