هل يتربص فرصة تمكنه من أن يطعن في الإسلام بأكثر مما طعن فيه اليوم؟ وهل فوق تكذيب القرآن، وقذف مقام النبوة بالاحتيال على عقول العرب هجوم؟! وهل بعد الغمز في نسب الرسول الأعظم شيء يخوض قلوب المسلمين بالحفيظة والامتعاض؟!.
قد اتخذ اسم البحث العلمي كستار يعمل من ورائه ما لا يسوّغه قانون الاجتماع، وسدله على جانب من البحث، ويقي جانب آخر مكشوفًا حتى عجز رهطه أن يمدوا عليه طرفاً من ذلك الستار المستعار. وستراه كيف يهاجم الإسلام على طريق يسميه بحثاً وما هو ببحث، وإنما هو الطعن الذي يدع في النفوس ألمًا، ولا تجد له في العلم أو الأدب أثراً.
* القرآن تحدث عن العرب وغيرهم:
قال المؤلف في (ص ١٨): "فأنت ترى أن القرآن حين يتحدث عن الوثنيين واليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب النحل والديانات إنما يتحدث عن العرب، وعن نحل وديانات ألفها العرب".
تحدث القرآن عن أمم من غير العرب؛ كالقبط، ويهود مصر وفلسطين، وذكر قوم نوح، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وقد تعرض لنحل هؤلاء الأقوام، وقصّ علينا جدالهم لرسلهم، ومحاجّة الرسل -عليهم السلام - لتلك الأمم التي ليست من العرب في قبيل.
فالقرآن لا يراد منه إصلاح حال العرب وحدهم، وليس من نحلة باطلة أو عقيدة مبتدعة إلا وفي أصوله ما يمحو أثرها، ويقطع دابرها. ويكفي الكتاب الذي يخاطب البشر جميعاً أن يتحدث عن أصول الديانات والنحل بحديث يعرف به حال ما يشتق منها، أو يتمثل في بعض صورها.