للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في "تاريخ التمدن الإسلامي "، وفي "تاريخ آداب اللغة العربية": "ويغلب على ظننا أنهم نسجوا في تبويبه -يعني: النحو- على منوال السريان؛ فإن السريان دونوا نحوهم، وألّفوا فيه الكتب في أواسط القرن الخامس للميلاد".

ثم قال: "فالظاهر أن العرب لما خالطوا السريان في العراق، اطلعوا على آدابهم، وفي جملتها النحو، فأعجبهم، فلما اضطروا إلى تدوين نحوهم، نسجوا على منواله؛ لأن اللغتين شقيقتان، ويؤيد ذلك: أن العرب بدؤوا بوضع النحو وهم بالعراق، وبين السريان والكلدان، وأقسام الكلام في العربية هي نفس أقسامه في السريانية".

ثم قال: "وكأنه -يعني: أبا الأسود (١) - تعلم لغة السريان، أو اطلع على نحوها، فرغب في النسج على منواله".

فالمسألة لم تزل في حدود الافتراض، وليس لها من شبهة سوى أن واضعي علم النحو من العرب كانوا بالعراق بين السريان والكلدان، وأن أقسام الكلام في العربية هي أقسام الكلام في السريانية. ولكن كتاب "الإسلام وأصول الحكم، لا يبالي أن يسوق المشكوك فيه مساق المعلوم، أو يورد المعلوم في صورة المشكوك فيه.

* الإسلام والفلسفة:

قال المؤلف في (ص ٢٤): "بل رضوا بأن يمزجوا لهم علوم دينهم


(١) ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي (١ ق. هـ ٦٩ هـ = ٦٠٥ - ٦٨٨ م) واضع علم النحو. سكن البصرة، وتوفي بها.