للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا عجيب أن يهتدي تروتسكي للإسلام، ويزيغ عنه نفر ترددوا على معاهد شريعته بضع سنين؛ فإن هؤلاء النفر لم ينظروا في حقائقه نظر الباحث النبيه، وما كانت تعاليمه إلا كالصور تقع على ظاهر قلوبهم دون أن تخالط سرائرها، فما هم من أولئك الذين يتجافون عنه بجهالة مطلقة ببعيد.

ولنا الأمل في أن تصلح طرق التأليف والتعليم، فيسهل على كل ناشئ يدرس حقائق الشريعة أن يصل إلى لبابها، وينفذ إلى بالغ حكمتها.

ولو عني القائمون على شؤون الدين بترجمة محفوفة بالاستدلال وبيان الحكمة، لأصبح عدد المعتنقين للإسلام من أمثال تروتسكي غير قليل.

* حول نقل الكتب العربية إلى الألمانية (١):

لقيت في "برلين" شاباً مستشرقاً يقال له: "ريشه"، وكان يقيم في الآستانة، وله اختصاص الأستاذ الشيخ إسماعيل حافظ أمين مكتبة بايزيد.

نقل هذا الشاب من العربية إلى الألمانية قصائد أبي الأسود الدؤلي، "ومقامات الهمذاني"، و"أطباق الذهب" لعبد المؤمن الأصفهاني، و"مقامات الزمخشري"، و"الأدب الصغير" لابن المقفع، وكتاب "أحسن ما سمعت" للثعالبي، وهذا ما ترجمه وتم طبعه، واخبرني أنه ترجم "الأدب الكبير" لابن المقفع، ومقدار الربع من "فتوح البلدان" للبلاذري، وربما طبع الكتاب أو الرسالة كما هي، وعلق عليها بعض بيانات باللسان الألماني، مثل: "شرح ابن الأنباري لمعلقة زهير" و"شرحه لمعلقة عنترة"، ورسالة "المذكر والمؤنث" لابن جني، ورسالة "بقايا الأشياء" لأبي هلال العسكري.


(١) مجلة "الهداية الاسلامية" الجزء السابع من المجلد الأول.