"ويقال"، أو "زعموا"، أو:"وذكروا". أما أصل القصة، فقد تواردت عليه الروايات، وما تتوارد عليه الروايات لا ينساب إلى الحكم عليه بالانتحال وهو أعزل من البينة إلا من يخف على لسانه أن يقول ما لا يمليه عليه العقل.
وليست الروايات العربية وحدها تذهب إلى أن امرأ القيس رحل إلى القسطنطينية مستنجداً بملك الروم على بني أسد، فإنك تجده في كتاب "شعراء النصرانية"(١) معزوّاً إلى تاريخ الروم. وإليك ما في الكتاب:"وقد جاء ذكر امرئ القيس في تاريخ الروم مثل: "نونوز"، و"بركوب"، وغيرهما، وهم يسمونه: قيساً، وقد ذكروا أنه قبل وروده على قيصر "يوستينيانس" أرسل إليه وفداً يطلب منه النجدة على بني أسد، وعلى المنذر ملك العراق .. ثم أخبر المؤرخون المومأ إليهم: أن امرأ القيس لم يلبث أن سار بنفسه إلى قسطنطينية ... قد ذكر "نونوز" المؤرخ أن "يوستينيانس" قلده إمرة فلسطين، إلا أنه لم يسع في إصلاح أمره، وإعادة ملكه، فضجر امرؤ القيس، وعاد إلى بلده، وكانت وفاته نحو سنة ٥٦٥ م، أصابه مرض كالجدري في طريقه كان سبب موته".
* امرؤ القيس: يمنيّ الأصل، نجدي المولد والنشأة:
ذكر المؤلف ملاحظة، قال في التهويل بها:
"لا أدري كيف يتخلص منها أنصار القديم، وهي أن امرأ القيس -إن صحت أحاديث الرواة- يمنيّ، وشعره قرشي اللغة، فكيف نظم الشاعر اليمني شعره في لغة أهل الحجاز؟! ". ثم قال في (ص ١٤٢): "سيقولون: نشأ امرؤ