هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يومٌ محجّل
إذا كشفت عن ساقها الحربُ حشَّها ... بأبيض سباقٍ إلى الموت يُرقل
وإن امرأً كانت صفيةُ أمه ... ومن أسدٍ في بيتها لمرفل
له من رسول الله قربى قرابة ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذبَّ الزبير بسيفهِ ... عن المصطفى والله يعطي فيجزل
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
ومن لا يقصد قصدَ المؤلف، يرى أن هذه الأبيات رميت عن القوس التي رمي عنها البيتان الأولان، وأنهما لا يتفاوتان إلا كما تتفاوت أبيات القصيدة في البلاغة أو المتانة، مع العلم بن مصدرها قريحة واحدة.
من المعقول أن يأسف حسان على ما فات الأنصار من ولاء النبي - عليه الصلاة والسلام - لهم، ولكن البيتين لا يمثلان هذا الأسف، ولا يزيدان على أن يمثلا ارتياحه لما صنع الزبير، وحمده على إقامته على عهد الرسول - عليه السلام -, فإن كان هناك شيءآخر، فهو التعريض بمن لم يشملوه بمثل هذا العطف والعناية. فالبيتان صالحان لأن يقولهما حسان، ولم يخطر على باله حال الأنصار مع قريش. ولا سيما حين يكون هؤلاء النفر الذين لم ينشطوا لسماع إنشاده من الأنصار أنفسهم.
* قصيدة النعمان بن بشير:
ذكر المؤلف قصة النعمان بن بشير حين غضب من هجاء الأخطل للأنصار، وخاطب معاوية في هذا الشأن بقصيدة يقول في طالعها:
معاوي إن لم تعطنا الحق تعترف ... لحى الأزد مشدوداً عليها العمائمُ