في الناس غني وفقير، وسعادة الأمم في حياتها الاجتماعية على قدر ما تتوفق له من مطاردة الفقر، وتخفيف ويلاته، والفقراء منهم العاجز عن الكسب، ومنهم القادر عليه، فلنتحدث عن فقر القادرين، ووجه معالجته، ثم نتحدث عن فقر العاجزين ووجه معالجته، فإذا نحن عالجنا الفقر من ناحيتيه، تهيأ لنا أن نسابق الأمم المصممة إذا عزمت، والصادقة إذا قالت، والمجدَّة إذا نهضت.
سبب فقر القادر على الكسب سقوط همته وفتور عزيمته؛ فإن الرجل إنما يترك السعي للرزق حيث تنحط همته، وتزيِّن له التعرض لإحسان الموسرين، ومتى انحطت همته، ألف الراحة، وأنس البطالة، وهان عليه أن يتخذ من استجداء الناس حرفة.
وقد عالج الشارع الحكيم سقوط الهمة، وفتورَ العزيمة في كل ناحية من نواحي الحياة.