بعزيمة نافذة، وجهاد متواصل، ونفقات غير قليلة، وذلك ما لا يتم إلا تحت إشراف دولة مقتنعة بأن الإسلام حق، وأن كل سياسة لا تقوم على رعاية شريعته السمحة، والاستقاء من مواردها الصافية، سياسة لا تأتي بخير، ولا تستحق أن تقابل بالحمد.
ولا نريد من هذا بخسَ حق الجماعات والعظماء من رجال الإصلاح، وتثبيط عزائمهم عن معالجة هذه الأمراض الشائعة، بل نريد لفت أنظار رجال الدول الإسلامية؛ لعلهم يبسطون أيديهم إلى الإصلاح بحق، ونضع أمام دعاة الإصلاح غاية ليس إدراكها بمتعذر، ولكنها تستدعي مجهوداً كبيراً، ووقتا غير قصير، هي: أن يعملوا على أن تكون الثقافة الإسلامية الصحيحة هي السائدة في الأمة، وبهذا تكون الأمة بمن فيها من رجال الدولة سائرة في سياستها وسائر شؤونها الاجتماعية على ما يلائم هذه الثقافة التي هي مطلع كل عزة وسعادة.