للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصول الفرق التي سنحدثك عنها في هذا المقال سبعة:

الشيعة، والباطنية، والمشبهة، والمحكمة، والجهمية، والمعتزله، وأهل السنّة (١).

وقد نعرض عليك في بحث كل فرقة بعض آراء امتاز بها مذهبها، وإذا لم نتعرض فيما نكتب لنقد بعض هذه الآراء؛ فلوضوح أمرها، أو لأننا سنحدثك في بحث أهل السنة بما هو الحق فيما نرى.

* الشيعة:

ظهر مذهب التشيع في عهد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، بل ظهر في أقصى درجات الغلو. وكان الشيعة يومئذ ثلاث طوائف:

طائفة كانت تفضل علياً على أبي بكر وعمر، مع الاعتراف بفضلهما، وصحة إمامتهما. وروى البخاري في "صحيحه" عن محمد بن الحنفية: أنه سأل أباه: من خير الناس؟ فقال: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر.

ثانيتهما: كانت تسب أبا بكر وعمر. يروى أن عبد الله بن السوداء (٢) كان يسب أبا بكر وعمر، فطلبه علي، فهرب، وقيل: نفاه إلى المدائن.

ثالثتهما: كانت تقول: إن علياً إله، وهم: عبد الله بن سبأ (٣) وأتباعه.

زعم ابن سبأ ذلك، ودعا إليه قوماً من غواة الكوفة، وبلغ علياً أمرهم، فأحرق فريقاً منهم (٤) بعد أن دعاهم إلى التوبة وأجَّلهم ثلاثاً، ولم يقتل بقيتهم؛


(١) للإمام بحث عن "المعتزلة وأهل السنّة" انظر كتابه: "محاضرات إسلامية".
(٢) كان يهودياً من أهل الحيرة أظهر الإِسلام.
(٣) كان يهودياً أيضاً أظهر الإِسلام.
(٤) روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس، قال: "أتى علي بزنادقة، فحرقهم =