للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإيمان, وانحطاط الهمة، ومدعاة إلى تخاذل الأمة، وانكسار شوكتها, لهذا كانت جنايته في نظر الشارع كبيرة، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ} [التوبة: ٣٨].

{وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: ٨١].

والخروج إلى جهاد العدو تفرضه الشريعة الغراء على الرجل بعينه متى دعاه إلى الخروج ولي الأمر المسلم، ومتى هجم العدو فجأة، ففي هذا الحال يجب على كل مستطيع أن ينضم إلى المدافعين، ولو لم تبلغه دعوة ولي الأمر.

* الفرار من صفوف القتال:

الفرار من صفوف القتال كبير المفسدة، وخيمُ العاقبة؛ ذلك أن الفارَّ قد يكون كاللبنة تسقط من أسفل الجدار، فيتداعى لسقوطها الجدار كله، لهذا عد الشارع الحكيم الفرار من الزحف من أكبر الجنايات، نهى الله المقاتلين من المؤمنين أن يولوا العدو ظهورهم، وقال:

{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} {الأنفال: ١٦].

وفي الفرار من وجه العدو عار يجعل الحياة بغيضة. وقال يزيد بن المهلب: والله! إني لأبغض الحياة بعد الهزيمة.

* الوفاء بتأمين المحارب:

إذا أعطى أحد الجند الأمان لأحد المحاربين، وجب احترام هذا التأمين،