حكمته وشجاعته في نصح مصر بإن تقف موقف الرصانة، ولا تطيش مع الطائشين، أو تزيغ مع الزائغين، فتغضب الخالق، ولا ترضي المخلوق، ينصح لها أن تحافظ على روح الدين، وبهذه الروح يصدق قول الشاعر في القديم:
من لم ير مصر ولا أهلها ... لم يبصر الدنيا ولا الناسا
هذه أمنية جمعية الهداية الإسلامية، بل أمنية العالم الإسلامي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
هذا، وأقدم خالص شكري لسعادة رئيس مجلس الشيوخ على التكرم بإجابة دعوة الجمعية، كما أقدم خالص شكري لحضرات السادة الذين أجابوا دعوتنا، وشاركونا في هذه الحفلة الموقرة.
* الاحتفال بعودة الإمام من سورية (١):
سادتي! رأى حضرات السادة أعضاء جمعية الهداية أن يقيموا حفلة بمناسبة عودتي من البلاد السورية، فقلت: إن الجمعية قد مرت على تأسيسها عشرة أعوام، وهي تجاهد في سبيل الإصلاح بإخلاص وثبات وروية، فلنقم الحفلة على هذه المناسبة وحدها، فلم يحظ اقتراحي لدى حضراتهم بالقبول، ولم يسعني أمام رأيهم القاطع إلا أن سكتُّ، ووضعت رأيي تحت قدمي.
ولكني قرأت في ورقة الدعوة إلى الحفلة: أني رفعت ذكر الجمعية في البلاد السورية، فوجدت في نفسي شيئاً من الارتياح، ذلك لأن رفع ذكر
(١) مجلة "الهداية الإسلامية"- الجزء الثالث من المجلد العاشر. أقامت جمعية الهداية الإسلامية حفلة تكريم للإمام بمناسبة عودته من سورية مساء الجمعة ١٦ شعبان ١٣٥٦ الموافق ٢٢ أكتوبر تشرين الأول ١٩٣٧، تحدث فيها عدد كبير من العلماء والأدباء عن فضل الإمام وعلمه وجهاده. وقد أجاب بهذه الكلمة.