ملاحظات على البحث المقدَّم عن موقف اللغة العامية من اللغة العربية الفصحى (١)
كتب حضرة العضو المحترم الأستاذ فريد بك أبو حديد بحثاً تحت عنوان:"موقف اللغة العامية من اللغة العربية الفصحى"، وألقاه في مجلس المجمع في الدورة الماضية، ثم إن المجمع وزع هذا البحث على حضراتكم لمناقشته في هذه الدورة، ووصلتني نسخة منه، فألقيت على البحث نظرة فاحصة، فلاحظت فيه فقرات تستوقف النظر، ليتعرف الهدف الذي نرمي إليه، وها أنذا أعرض على حضراتكم ملاحظاتي على تلك الفقرات، بعد أن أُورد كل فقرة بنصها، وانظروا ماذا ترون؟
قال حضرة العضو (ص ١): "والذي يتتبع تاريخ العربية الفصحى يستطيع أن يدرك أنها كانت تتغير وتتطور دائماً في ألفاظها وأساليب تعبيرها، حتى بعد أن جاء الإسلام، ونزل القرآن الكريم بلغة قريش، وخلع عليها نوعاً من الثبات جعل تطورها محدوداً".
التطور الذي كان يعرض للغة العربية في ألفاظها وأساليبها قبل أن يجيء الإسلام وينزل القرآن هو التطور الذي يعرض لجميع اللغات عندما
(١) هذه الملاحظات قدمها الإمام إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة بصفته عضواً في المجمع. ونشرت في مجلة "الهداية الإسلامية" - الأجزاء الأول والثاني والثالث والرابع من المجلد الحادي والعشرين.