"صحفي وأديب، وأحد كبار المحررين في مجلة "آخر ساعة المصرية".
كان أصحابُ الفضيلة كبارُ رجال الأزهر يلعبون -طَوال الأسبوعين الماضيين- لعبة الكراسي الموسيقية حول كرسي شيخ الجامع الأزهر.
كانوا يتنافسون على ضجيج الحوادث حولَ الجلوس على الكرسي المرموق، وكان كلٌّ منهم يتحيَّن الفرصة للتربعُّ على المقعد الكبير دون الآخرين، إلى أن هبط من السماء عالِمٌ لم يكن في المباراة، بل ولم يكن من المتفرِّجين، ولا ممن يعلمون قليلاً أو كثيراً عن هذا السباق.
وجلس الأستاذ محمد الخضر حسين على كرسي المشيخة دون أن يدور حوله، أو ينافس غيره، أو يسعى ليقف بين صفوف المتسابقين.
وأصبح الصبح على مفاجأة كبرى لم تخطر لأصحاب الفضيلة ببال، فقد غدا الرجل المتواضع الذي يقف على أبواب الثمانين، المتوسطُ القامة، الخفيضُ الصوت، بحيث لا يكاد يُسمع وهو يتكلم، غدا الأستاذ الأكبر شيخ
(١) مجلة "آخر ساعة" المصرية - العدد ٩٣٦ - تاريخ ١/ ١٠/ ١٩٥٢ م.