للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض قواد الجيش. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنّة" (١)؛ "فقد كان -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - يولي في حياته من يشتكي إليه، فيعزله؛ كما عزل الوليد ابن عقبة، (٢) وعزل سعد بن عبادة (٣) عام الفتح، وولّى ابنه قيساً" (٤).

* درة عمر بن الخطاب وإدارة البوليس:

قال المؤلف في (ص ٨٤): "ولا نظَّم فيهم عسساً".

نبهنا قبل هذا على أن عمل الحرس لذلك العهد، كان يقوم به كل مسلم عرف أن تمام إيمانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الشهادة بالقسط، ولو على نفسه، أو والديه وأقربيه، ويضاف إلى هذا: تأثير مواعظ القرآن على تلك الفطر التي لم تتلوث بأوساخ المدنية الفاسقة، فتعقد بين القلوب تعاطفاً، وتطبع النفوس على أدب جميل، فلا يكون للبغي مظهر، ولا للفظاظة يد، إلا في أوقات نادرة.

واعتبرْ في هذا المعنى بالهرمزان (٥) ملك خوزستان، حين جيء به إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو نائم في المسجد متوسداً درّته، فقال: هذا هو


(١) (ج ٤ ص ٩٣).
(٢) الوليد بن عقبة بن أبي معيط (... - ٦١ هـ = ... - ٦٨٠ م) من الولاة، توفي بالرقة.
(٣) سعد بن عبادة بن دليم (... - ١٤ هـ = ... - ٦٣٥ م) صحابي من أهل المدينة، ومات بحوران.
(٤) قيس بن سعد بن عبادة (... - ٦٠ هـ = ... - ٦٨٠ م) صحابي من الولاة، توفي بالمدينة، له ١٦ حديثاً.
(٥) الهرمزان: من قادة الجيش الفارسي، انهزم في معركة القادسية سنة ٦٣٧ هـ، وفرّ إلى الخوزستان.