للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحث موجز في أشهر الفرق الإِسلامية (١)

* وحدة العقيدة في الصدر الأول:

قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى العقائد الصحيحة، وما زال الوحي ينزل حتى أتى على أصول ما يحتاج إليه في سلامة العقيدة، وطهارة النفس من الشرك، وكان المسلمون في عهد الوحي على طريقة واحدة في عقائدهم، وليس من المحتمل أن يجري بينهم خلاف في شيء من ذلك، ورسول الله - صلوات الله عليه - بين ظهرانيهم؛ وهو الذي يُسأل فيرشد، أو يقول فيكون قوله الفصل.

واستمر المسلمون على هذه الطريقة المثلى في عهد أبي بكر، وعمر، وعثمان، وما جرى بينهم من الاختلاف في ذلك العهد لم يتجاوز الاختلاف في أحكام عملية؛ كاختلافهم في محل دفنه - عليه الصلاة والسلام -، وثبوت الإرث منه، وقتال مانعي الزكاة، وأكثر هذا النحو من الاختلاف لا يلبث أن يتبين فيه وجه الحق، فيصير إلى وفاق.

* انقسام المسلمين إلى فرق مختلفة:

أخبر النبي - صلوات الله عليه - أن أمته ستفترق على بضع وسبعين فرقة، وأن فرقة من تلك الفرق ناجية، ووصف الفرقة الناجية بأنها الفرقة


(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الرابع من المجلد العاشر.