قضى نظام المجمع أن أشغل مكاناً كان يشغله من قبلي عالم من جلة علماء العربية، وشيخ من شيوخ جامعتنا الدينية الكبرى هو المرحوم الأستاذ محمد الخضر حسين، أسأل الله أن يجعل لي أسوة حسنة في إخلاصه للدين والعلم وخدمته للغة والأدب.
كان رحمه الله (أحد العشرين الأولين في حياة هذا المجمع) وقد سجلت مضابط الجلسات بحوثه في: (تصحيح الألفاظ والأساليب)، وفي (نواحي الإصلاح في متن اللغة)، وفي (طريق المصطلحات الطبية وتوحيدها في البلاد العربية)، وغير ذلك من البحوث، كما سجلت ما شارك به في النقاش والتعقيب، وأشارت إلى قصائده التي كان يمتع بها المجمع في دوراته ومؤتمراته، والحق أن فقيدنا الكبير كان متنوع نواحي النشاط العلمي واللغوي، وكانت تتمثل فيه طائفة كبيرة من خصائص تفكيرنا العربي الإسلامي في تلك المرحلة التي مرت بها نهضتنا الحديئة منذ أواسط القرن الماضي، فقد كان علينا - ونحن نكافح
(١) من كلمة الأستاذ محمد خلف الله أحمد التي ألقاها في مجمع اللغة العربية بعد أن شغل بعضويته مكان الإمام بعد وفاته.