للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُباهي بِأَنَّ عِدادَ الأُلى ... أَصاحِبُ يَزْدادُ ساعاً فَساعا

أَبيتُ على عَهْدِهِمْ ساهِراً ... وما الْوِدُّ إلَّا عُهودٌ تُراعى

ولَمْ أَكُ أَنْقُدُ خاطِبَ وُدٍّ ... كَما يَنْقُدُ النَاسُ تِبْراً مُباعا (١)

ومَنْ عاشَ لاقى ابْتِسامَةَ خِلٍّ ... عَلى شَفَتَيْ مَنْ يَدُسُّ الْقِذاعا (٢)

ولَوْلا أَخٌ يَنْشُرُ الحُبَّ ما الْتَـ ... ـقَيْنا على وَجْنَتَيْهِ شُعاعا (٣)

رأَيْتُ الهُدى أَنْ أَعيشَ وَحيداً ... ولا أَصْحَبُ الدَّهْرَ إلَّا الْيَراعا (٤)

[خائنو أوطانهم]

عُجْتُ يَوْماً بِرياضٍ أَجْتَني ... عِبَراً مِمَّا أَرى أَو أَسْمَع (٥)

فَلَمَحْتُ الْفَأْسَ مُلْقاةً ومِنْ ... حَوْلها أَعْناقُ دَوْحٍ خُضَّعُ (٦)

دَوْحَةٌ تَلْحَظُها قائِلَةً ... والأَسى ساوَرَها والْفَزَعُ

هذِهِ قاصِمَةُ الظَّهْرِ متى ... نزَلَتْ بِالدَّوْحِ حانَ المَصْرَعُ (٧)

فَأَجابَتْ جارَةٌ تُطْفِئُ مِنْ ... رَوْعِها والرَّوْعُ نارٌ تَلْذَعُ


(١) التبر: الذهب.
(٢) القذاع: الخنا والفحش.
(٣) ما التقينا: أي: مدة التقائنا.
(٤) اليراع: القصب، ويعني به: القلم.
(٥) عاج: أقام. العبر: جمع العبرة: العظة يُتَّعظ بها.
(٦) الدوح: جمع الدوحة: وهي الشجرة العظيمة.
(٧) قاصمة: يقال: نزلت بهم قاصمة الظهر؛ أي: أصابهم الهلاك.