عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية والأستاذ بكلية أصول الدين ورئيس جمعية الهداية الإسلامية.
جاء في مجلة "الحديقة" الصادرة بالقاهرة في ٧ أغسطس سنة ١٩٣٩ م عدد ٧٦، السنة الثانية: ما يأتي -محاطاً بصورة الأستاذ أبقاه الله-:
شخصية فذّة قوية، ونفحة من نفحات الحق الزكية، جاد به الدهر وهو البخيل بالرجال، كما تجود الصخرة بالماء الزلال، سمت به الرجولة الحقّة التي بثّها الدين بين جوانحه، فجعل منه مظهراً من مظاهر البطولة الصادقة، والتضحية النبيلة. فقد وهبه الله -سبحانه وتعالى- إيماناً قوياً لا تزعزعه الشدائد، وصبراً جميلاً على المكاره، وعملاً دائباً في نصرة الحق والدين، وكفاحاً عن العقيدة، وجهاداً في سبيلها، وتطلّعاً إلى المثل العليا، وهياماً بمعالي الأمور، وترفعاً عن صغائرها وسفاسفها.
تحادثه، فتلمس من حديثه حضور البديهة، وحسن البصيرة، وصفاء الذهن، وسرعة الخاطر، وتناقشه، فتجد نقاء النفس، وسداد الرأي، وهو يبدي الرأي بكل صراحة، فيدافع عنه من غير تغيير للحقائق، أو قلب للأوضاع، غزير المادة، وَساع الاطلاع، متّقد العقل، بعيد النظر، يحس نتيجة الشيء قبل حدوثه، ويقرأ في الناظر ما يجول في الخاطر، وهو إذ يعرف الحق