لم تُبْقِ لي حادثاتُ الدَّهْرِ منه سوى ... أَثارةٍ كبقايا الشَّمسِ في الشَّفَقِ
وكان جماعة من أهل العلم مثل: الأستاذ الشيخ محمود ياسين، والسيد الشريف النص، والسيد توفيق، والسيد عارف الدّوجي يعقدون مجالس في بيوتهم لمطالعة كتب شرعية أو أدبية، وكان بينهم وبين صاحب الترجمة مودة خالصة، وصداقة محكمة، ولما طابت له مذاكراتهم، وحمد رقة آدابهم وشرف همتهم في العلم، كان لا يغيب عن هذه المجالس -التي تنعقد في أغلب أيام الأسبوع- إلا لعذر، وختموا بهذه السيرة كتباً؛ مثل:"المواهب اللدنية"، وقد فارقهم وبين أيديهم "إعلام الموقعين" لابن القيم.
وبما أن صاحب الترجمة باشر التدريس في مدارس الحكومة وبعض المدارس الأهلية مدة ليست بالقصيرة، تخرّج على يديه عدد كبير من التلاميذ، أصبحوا يشغلون اليوم دواوين الحكومة وغيرها من المصالح، وكان يلاقي منهم عاطفة احترام وإجلال يبدونها في مظهر جعله يشهد لتلك الناشئة بصحة العهد، وصفاء الذوق.