بل وضع نحلة ملفقة من آراء باطلة، وأقوال لاغية، ثم أضاف إليها شيئاً من مبادئ الإسلام، وسمّاها في الظاهر باسم الإسلام مكراً وتغريراً.
* تزوير داعية القاديانية:
نقل هذه الداعية عبارات لبعض العلماء في صورة الاستدلال بها على أن في أهل العلم من يذهب إلى بقاء باب النبوة مفتوحاً، ولسنا في حاجة إلى إطالة الكلام بذكر تلك العبارات، وبيان ما فيها من جهالة أو تحريف، ونقول -والأدلة تناصرنا-: إن كل عبارة تصرح بصحة بعث نبي بعد الرسول غير عيسى - عليه السلام - فهي كفر صراح. ونسوق إليك مثلاً من تزوير هذا الداعية فيما يعزوه إلى أولئك العلماء:
نقل الداعية عبارة للشيخ عبد القادر الكردستاني يوهم بها أن الشيخ يجوز أن يجيء نبي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مشرع، فقال: يقول الشيخ عبد القادر الكردستاني ما نصه: "إن معنى كونه خاتم النبيين هو أنه لا يبعث بعده نبي مشرع".
أورد القادياني هذه العبارة مقطوعة عن سابقها ولا حقها؛ ليخدع بها قراء ورقاته. والحقيقة أن عبارة الشيخ عبد القادر وردت في تعليقه على كتاب "التهذيب وشرحه"، وأصل ما في "التهذيب والشرح": "وأنه لا يبعث نبي بعده، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين، وإذا ثبت أنه خاتم الأنبياء ثبت أنه لا تنسخ شريعته". وكتب الشيخ عبد القادر معلقاً على ذلك ما نصه: قوله: "وأنه لا يبعث نبي بعده" إشارة إلى دفع ما يقال: إن عيسى حي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم - حيث رفع إلى السماء، وينزل إلى الدنيا، فلا يكون - صلى الله عليه وسلم - خاتماً، وحاصل الدفع: أن معنى كونه خاتم النبيين: هو أنه لا يبعث بعده نبي آخر