للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصّداقة (١)

عاطفة سامية القدر، غزيرة الفائدة، تلك هي الصداقة، والشارع رغب في أن تكون المعاملة بين المسلمين معاملة الصديق للصديق، ألا ترونه كيف أمر المسلم بأن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه؟ بل استحب للمسلم أن يؤثر أخاه المسلم، وإن كان به حاجة، وذلك أقصى ما يفعله الصديق مع صديقه.

هذا الأدب الإسلامي نبهني لأن أتحدث إليكم في هذه الليلة عن الصداقة:

* ما هي الصداقة؟

المحبة إما أن تكون للمنفعة، وإما أن تكون للذَّة، وإما أن تكون للفضيلة، وقد يطلق على كل واحد من هذه الأقسام الثلاثة اسم الصداقة.

* صداقة المنفعة:

هي أن يحب الإنسان شخصاً لما يناله منه من منافع، وشأن هذه الصداقة أن تبقى معقودة بين الشخصين ما دامت المنافع جارية، فإن انقطعت المنافع، انقطعت هذه الصداقة.

* صداقة اللذة:

هي المحبة التي تثيرها الشهوة، وقد تشتد فتسمى عشقاً، وشأن هذه


(١) محاضرة الإمام ألقيت في نادي جمعية الهداية الإسلامية، ونشرت في مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزأين الأول والثاني من المجلد الثامن.