شريح لا تتركني بعد ما علقت ... حبالك اليوم بعد القد أظفاري"
ثم سرد القصيدة في ثلاثة عشر بيتاً.
المعروف في طريق نقد الشعر: أن يستند الناقد إلى رواية، أو تاريخ ينفيه عمن نسب إليه، أو يستبين بالنظر الصحيح أن هذا الشعر لا يلتئم من حيث معانيه أو صناعته بحال الشاعر، أو العصر الذي أنشد فيه. بين يدي المؤلف قصيدة، وشاعر، وممدوح، فقال: إن هذه القصيدة منحولة، ولم يأتنا برواية تنسبها إلى غير الأعشى، أو بتاريخ يدل على أن الأعشى وشريحاً لم يلتقيا في عصر، أو يذكر وجهاً يعرف به قراء كتابه كيف لا يصح أن تكون هذه القصيدة من نظم الأعشى، وقصارى ما فعل بهذه القصيدة: أن قاسها على قصيدة امرئ القيس التي نقدها صاحب الأغاني، وساق الوجوه التي جعلته يرتاب في نسبتها إلى امرئ القيس.
يذهب المؤلف في نقد الشعر هذا المذهب الذي ترونه بأعينكم، ثم يقول في غير أناة: إن مناهج القدماء في نقد تاريخ الأدب أضعف من مناهجنا!.
* قصة ذهاب امرئ القيس إلى القسطنطينية:
قال المؤلف في (ص ١٤٠): "ثم كانت هذه القصة سبباً في انتحال قصة أخرى هي قصة ذهاب امرئ القيس إلى القسطنطينية، وما يتصل بها من الأشعار".
من الجائز أن يكون في الأخبار المتصلة بقصة ذهاب امرئ القيس إلى القسطنطينية ما ليس بثابت، ولا سيما ما يحكيه الرواة أنفسهم بنحو قولهم: