للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلاة الجماعة وأثرها في اتّحاد الأمّة (١)

شرعت الصلاة لعقد الصلة بين الخالق تعالى والمخلوق، وهذا المعنى ظاهر من القراءة والركوع والسجود والتشهد، وما تشتمل عليه هذه الأعمال من الذكر والدعاء.

وروعي في صلاة الجماعة وبناء المساجد مصلحة اجتماعية، وهي اطلاع أهل الحي وأهل القرية على أحوال بعضهم، فيتعاونون على ما يسد حاجتهم ولرفع شأنهم.

ولعظم فائدتها وتأكيد الأحاديث الواردة في شأنها، ذهب بعض الأئمة إلى أنها فرض عين على كل مكلف لا عذر له في تركها.

وقال علماء آخرون: هي فرض كفاية لابد أن يقوم بها طائفة من المصلين.

وقرر الشارع لصلاة الجماعة أحكاماً تدل على عنايته بها، وأن له قصداً زائداً على عقد الصلة بين العبد وربه، فأمر ببناء المساجد، وجعلها بيوتاً يؤمها المصلون على اختلاف طبقاتهم من أعلى البشر إلى أدناهم، ويأوي إليها الغرباء الذين لا يجدون أمكنة يأوون إليها، قال - صلى الله عليه وسلم - كما روى في الحديث الصحيح: "من بنى لله مسجداً، بنى الله له مثله في الجنة".


(١) مجلة "لواء الإسلام" - العدد الرابع من السنة العاشرة.