واقعة ابن الأشعث قول مرغوب عنه، وهو إلى المزح أقرب منه إلى الجد، وما لنا إلا أن ننظر في تحقق شخصية امرئ القيس، ثم ننظر في مبلغ الثقة بأن هذا الشعر صادر عنه.
يجد الباحث في كتب الأدب والتاريخ روايات متفرقة، وآثاراً مختلفة، تدل على أن شاعراً من كندة يقال له: امرؤ القيس. وربما يكون كل رواية أو أثر بانفراده محتملاً لأن يرتاب فيه، ولكن مجموعة هذه الروايات والآثار تلقي في نفسك الثقة بأن امرأ القيس كان شاعراً جاهلياً، وأن له شعراً يدور بين الناس.
أما هذا الشعر المضاف إليه، فقد نقده علماء الأدب، ونفوا عنه قسماً ذكروا أنه محمول عليه، نفوا عنه أبياتاً من قصائد، وقد ضربنا فيما سلف، وسنضرب لهذا الصنيع مثلاً، وارتابوا في قصائد بجملتها، فتجدهم يوردون القصيدة، ويقولون لك: ويقال: هي لبشر بن أبي خازم، أو لأسامة البجلي، أو لعبد الله بن عبد الرحمن السلامي، أو لأبي دؤاد الإيادي، أو لرجل من كندة، أو لرجل من بني النمر يقال له: ربيعة بن جشم، أو لعمرو المرادي.
نقدوا شعر امرئ القيس جهد استطاعتهم، فنفوا ما قام الدليل من رواية أو نظر على أنه منحول، وكفّوا عن البقية؛ لأنها جاءت على طريق الثقات، لم يجدوا لقطع صلتها عنه وإلحاقها بالمصطنع من سبيل.
* قصيدة امرئ القيس في السموأل:
قال المؤلف في (ص ١٣٩): "وقد أحسّ القدماء بعض هذا، فصاحب "الأغاني" يحدثنا أن القصيدة القافية التي تضاف إلى امرئ القيس على أنه قالها بمدح السموأل حين لجأ إليه منحولة، نحلها دارم بن عقال، وهو من