هل ورد شيء في تقديم الإنسان اسمه على اسم المكتوب إليه؟
جواب:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم على اسم المكتوب إليه، فمن فعل ذلك بقصد الاقتداء فنعما هو، وكنت اطلعت على كلام "لابن رشد" في "جامع البيان والتحصيل" ينطبق على ما هو الجاري الآن في المكاتبات، وهو: قال "القاضي أبو الوليد": "أنكر مالك الحديث الذي ذُكر له أنه جاء في أن يبدأ الرجل إذا كتب إلى أخيه باسمه قبل اسم أخيه، ورأى أن التزام ذلك على كل حال كان أخوه أصغر منه أو أكبر ليس على ما ينبغي، والاختيار عنده إذا كاتب إلى أخيه وهو أصغر منه أن يبدأ في الكتاب فيقول في الكتاب إليه، من فلان بن فلان، فإذا قدمه على نفسه لكونه أهلاً لذلك لدينه أو لفضله لا لغرض من أغراض الدنيا فلا بأس بذلك".
وفيه وإن كتب الرجل إلى من هو دونه في السن والفضل، فبدأه على نفسه تواضعاً لله ومخافة أن يكون عند الله أفضل منه فقد أحسن، وفي موضع
(١) العدد الحادي عشر - الصادر في غرة جمادى الثانية ١٣٢٢.