كان علينا استطلاع ما يهيئه العدو من وسائل الحروب لنصنع ما يصنع، حتى نماثله في القوة، ونفضله بأننا ندافع عن الحق، ونرجو من الله ما لا يرجو.
وفي وصية أبي بكر الصديق لخالد بن الوليد:"إذا لاقيت القوم، فقاتلهم بالسلاخ الذي يقاتلونك به: السهم للسهم، والرمح للرمح، والسيف للسيف".
ولو ظهر في أيام أبي بكر نوع آخر من السلاح، لذكره. ونقول على طراز حكمته: الطيارة للطيارة، والحراقة للحراقة، والغواصة للغواصة. وأشار سليمان الفارسي في واقعة الأحزاب على النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق، فأذن بحفره، وعمل فيه بنفسه، وقال أبو سفيان يومئذ:"هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها".
* كتابة أسماء من يدعون إلى الحرب:
من النظم الجارية في القديم والحديث: كتابة أسماء من فيهم كفاية للجندية، حتى يعرف أولو الأمر قوة الجند من جهة عددهم، وكان هذا أمراً متبعاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
روى ابن عباس: أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني كتبت في غزوة كذا، وامرأتي حاجّة، فقال:"ارجع فحج مع امرأتك".
وفي الصحيح عن حذيفة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"اكتبوا إلى من تلفظ بالإِسلام من الناس"، فكتبنا له ألفاً وخمس مئة رجل.
وكان هذا عند خروجه إلى غزوة أحد، أو عندما كانوا بالحديبية.
* إعلان الحرب:
يوجب الإِسلام علينا الوفاء لمن بيننا وبينهم عهد أو هدنة؛ فإن قامت