للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَرَّجَ النَّاعي عَلى أَنْدِيَةٍ ... كُنْتَ إنْ وافَيْتَها قُطْبَ رَحاها (١)

ودَرَتْ "دارُ الْفُنونِ" النَّعْيَ مِنْ ... صُبْحِها الطَّالِعِ في لَوْنِ دُجاها (٢)

طِبْ مُقاماً "يا بْنَ عَزُّوزٍ" فَقَدْ ... كُنْتَ تُعْطي دَعْوَةَ الحَقِّ مُناها

[دقاقة الأعناق]

" قالها في مصر بمناسبة بلوغه الستين".

قَضَيْتَ سِتِّيْنَ عاماً في الحَياةِ وَهَلْ ... قَضَّيْتَ يَوْمَيْنِ مِنْها في رِضا اللهِ

فَلا يَغُرَّنْكَ أَقْلامٌ وأَلْسِنَةٌ ... تَقولُ إنَّكَ ذو عِلْمٍ وذو جاهِ

وما أُبَرِّئُ نَفْسي والهَوى يَقِظٌ ... بَيْنَ الجَوانِحِ وَهْوَ الآمِرُ النَّاهي

وافَتْكَ دَقّاقَةُ الأَعْناقِ مُنْذِرَةً ... فَأرْعِها بانْتِباهٍ سَمْعَ أَوَّاهِ (٣)

سِواكَ جاوَزَها في صَبْوَةٍ فَهَوى ... في حَمْأَةٍ مِنْ حَياةِ السَّادِرِ اللاَّهي (٤)

فَانْهَضْ إذا ما لَمَحْتَ الخَيْرَ في عَمَلٍ ... وخَلِّ "سَوْفَ" لِعَزْمٍ خامِلٍ واهِ

[إلى الحاكم المسلم]

رُزِقْتَ جاهاً فَخَلِّ العِزَّ يَحْميهِ ... والْعِزُّ حِصْنٌ وتَقْوى اللهِ تَبْنيهِ


(١) قطب الرحى: سيد القوم الذي يدور عليه أمرهم.
(٢) دار الفنون: معهد أنشأته الحكومة العثمانية بالآستانة يدرس فيه علوم الدين والعربية، وكان العلامة ابن عزوز مدرس علم الحديث في المعهد.
(٣) دقاقة الأعناق: هي العشر السنين ما بين الستين والسبعين من عمر الإنسان، وهكذا يسميها العرب. الأواه: الموقن، أو الدّعاءِ أو الرحيم الرقيق.
(٤) الصبوة: جهلة الفتوة. الحمأة: الطين الأسود المنتن. السادر: الذي لا يهتم ولا يبالي بما صنع.