على زندقته، ولم يجده يخل بالفرائض في صلاة أو صوم، وقد يشعر خلف بزندقة والبة، ولا يقطع صلته به ما دام والبة يكتم زندقته، ويدع مجونها وغمزها إلى أن يخلو إلى مطيع بن الناس، ويونس بن أبي فروة، وحمّاد بن الزبرقان.
وأما الطعن في خلف بأستاذيته لأبي نواس، فلا ندري ماذا نقول فيه؟! وشأن أهل العلم أن يتصدوا للإنفاق مما عندهم، فيتعرض للأخذ عنهم البر والفاجر، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
* الراوية أبو عمرو الشيباني:
قال المؤلف في (ص ١٢١): "وهناك راوية كوفي لم يكن أقل حظاً من صاحبيه هذين في الكذب والانتحال، كان يجمع شعر القبائل، حتى إذا جمع شعر قبيلة، كتب مصحفاً بخطه، ووضعه في مسجد الكوفة. ويقول خصومه: إنه كان ثقة لولا إسرافه في شرب الخمر، وهو أبو عمرو الشيباني. ويقولون: إنه جمع شعر سبعين قبيلة".
يرمي المؤلف أبا عمرو الشيباني بالكذب والانتحال، ويقول لك: إن خصومه يقولون: إنه كان ثقة، خصوم الرجل الذين كانوا على مرأى منه ومسمع أبت ضمائرهم أن تصفه بغير الثقة، وهذا المؤلف الذي لم يلق من أثر أبي عمرو إلا ما نقله خصومه أو مريدوه، يأبى لسانه إلا أن يصفه بالكذب والانتحال! سلوا المؤلف عما استند إليه من قذف هذا الراوية، الذي يقول عنه خصومه: إنه ثقة، سلوه، فلا جواب له إلا أن أبا عمرو روى شعراً جاهلياً، والشعر الجاهلي كعنقاء مغرب، لا يحوم إلا في خيال بعيد.
سلوه عما استند إليه في شهادته على أبي عمرو بأنه كان يشرب الخمر،