فقال -حفظه الله-: قد ذكرت هذا البيت، وأضفت إليه بيتاً آخر، وأنا نازل في درج السيد المعاد، وهو:
ولكن يدل على برئه ...
ثم كرر هذا الصدر ليتذكر العجز، فقلت: وذلك غاية ما يقصد فقال: بل قلت:
فمن أجل ذا ربنا نحمد
وهكذا كانت مجالسه فائضة بالفوائد والآداب.
كنت ماراً رفيق ذلك الأستاذ على الجسر الذي يصل إستانبول "غلطة"، فلقينا السيد وجيه من أبناء الشيخ الجيلي - رضي الله عنه -، وأحد الكتاب بباب المشيخة، ومما ذكر الأستاذ في التعريف بشأنه: أنه ينظم الشعر باللغات العربية والتركية والفارسية.
* حديث المهدي:
ركبت في بعض الأيام الباخرة التي تتردد ما بين باشكطاش وإستنبول، وكان جلوسي بجنب رجل من الأهالي، فبعد أن خطب معرفتي، بسط في الثناء على فضيلة الأستاذ الشيخ سيدي إسماعيل، وحدثني بأنه كان يتضلع في دروسه في الحديث، وهذا الرجل هو السيد حسن فوزي أحد الكتاب بالباب العالي، وقد سألني في هذا المجلس عن خبر المهدي، فذكرت في جوابه خلاصة ما في رسالة السيوطي المسماة "العرف الوردي"، وما قاله ابن خلدون من الخدش في تلك الأحاديث، وذكر حديث:"لا مهدي إلا عيسى" فذكرت له ما أعهده لابن السبكي في "الطبقات"؛ فإنه قال في ترجمة يونس بن عبد الأعلى