كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

قافية الكاف - طباب الشرق - ج: 7/ 2 - ص: 169

كأَنيَّ أُذيبُ الصُّبْحَ بالحَدَقِ الَّتي ... يُقَلِّبُها وَجْدي وتلْكَ سَبائِكُهْ

طباب الشّرق

يَدُ المُحْتَلِّ تُسْعِدُنا عَلى أَنْ ... نَروضَ الفِكْرَ بالسَّهَرِ الدِّراكِ (١)

وَنوقِظَ لِلْعَظائِمِ رُمْحَ عَمْرٍو ... إِذا أَزْرى بِنا رُمْحُ السِّماكِ (٢)

يُثيرُ بِبَغْيِهِ في كُلِّ يَوْمٍ ... حَفائِظَ مُضهَدٍ وصُراخَ شاكي (٣)

يَقولُ: أُجيرُ قَوْمَكَ مِنْ هَلاكٍ ... وَرَفْعُ لِوائِهِ عَيْنُ الهَلاكِ

يُوارِبُ إِذْ يُعاهِدناُ مُسِرّاً ... مَآرِبَ في دَهاءٍ واحْتِباكِ (٤)

عُهودٌ إنْ تَوَسَّمَها أَريبٌ ... رأَى الْغِرْبانَ تَنْعَبُ في صِكاكِ (٥)

فما لِلشَّرْقِ يَرْسُف في وَثاقٍ ... وهذا الْغَرْبُ يَمْرَحُ في فِكاكِ (٦)

---

(١) الدراك: المتلاحق والمتصل.
(٢) رمح عمرو: نسبة إلى عمرو بن معدي كرب بن ربيعة (... - ٢١ هـ) فارس اليمن، وصاحب الغارات، يضرب المثل برمحه وسيفه، وفد على المدينة سنة ٩ هـ، وأسلم، شهد اليرموك والقادسية، وأخبار شجاعته كثيرة، وله شعر جيد. أزرى: عاب. رمح السماك: في السماء سماكان: السماك الرامح، وهو نجم يقدمه نجم مستطيل الشعاع يقولون: هو رمحه، والسماك الأعزل، سمي كذلك؛ لأنه لا سلاح معه كما كان مع الرامح.
(٣) الحفائظ: جمع الحفيظة: الحمية والغضب. المضهد: المقهور.
(٤) يوارب: يداهي ويخاتل. الاحتباك: إحكام الأمر وإتقانه.
(٥) توسم الشيء: تخيله وتفرسه. نعب الغراب: صاح. الصكاك: جمع الصَّك: الكتاب.
(٦) يرسف: يمشي مشي المقيد. الوثاق: ما يشد به من حبل ونحوه.