يبحث الكتّاب عن العلل التي لبست الأمم الإسلامية، وقعدت بها في خمول، حتى ضربت عليها الدول الغربية بهذه السلطة الغاشمة؛ ويوردون في نتيجة بحثهم أسباباً شتى. وأنت إذا تدبرت هذه الأسباب، وجدت السبب الحق منها يرجع إلى تهاون هذه الأمم بتعاليم الشريعة، ونكث أيديهم من المشروعات التي عهدت إليهم بالقيام عليها. والعلة في ضعف هممهم، وقلة إقبالهم على ما أرشد إليه القرآن - من وجوه الإصلاح ووسائل المنعة والعزة - إنما هي تقصيرهم في التواصي بالحق، وعدم استقامة زعمائهم على طريقة الدعوة والإرشاد.
هذا ما استثار الهمة، وأخذ برأس القلم يجرّه إلى البحث في مشروع الدعوة إلى الإصلاح؛ لعله يبسط من حقائقه وآدابه جملًا كافية، ويملك بتأييد الله زمامه.