للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما امتاز به الفقيد - رحمه الله -: براءته من التصنع والرياء، فلم يكن بدويًا في شعره فقط، بل كانت البداوة تتمثل في صراحته، وجلاء سريرته؛ كما تتمثل الحضارة في لطف خطابه، ورقة حاشيته.

لقيت الفقيد في كثير في المجالس التي اعتاد الناس في الحديث بها أساليب خاصة، وأذكر أنه كان يجول فيها بلهجة تدل على أن احترام الحقائق في نفسه يفوق كل احترام.

هذه كلمة أفتتح بها هذه الحفلة الموقرة، وستستمعون -إن شاء الله تعالى- من حضرات الخطباء والشعراء خطباً ممتعة، وقصائد عامرة، ونسأل الله تعالى أن يفيض على جدث الفقيد رحمته، وإن رحمته لقريبة ممن هم بآياته يوقنون.

* احتجاج جمعية الهداية الإِسلامية على حادثة التبشير (١):

السلام عليكم ورحمة الله.

أما بعد:

فإن أعز شيء على الأمة دينها، تسالم من يسالمه، وتشتد في مناوأة من يناوئه، وإن دعاة النصرانية الذين يهبطون مصر المسلمة، فيجدون في أهلها سماحة، وفي سياستها رفقاً، لَيندفعون إلى الطعن في الدين الإِسلامي علناً، ويقذفون مقام الرسالة العظمى بأشياء يفترونها افتراء، وها هي تلك الكتب التي يدرسونها في مدارسهم محشوة ببذاء يلمزون به الشريعة السمحة، ولا يتحامون


(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الخامس من المجلد الرابع. وجه الإِمام بوصفه رئيس جمعية الهداية الإِسلامية هذا الخطاب إلى رئيس مجلس الوزراء المصري.