للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المروءة ومظاهرها الصّادقة (١)

خصلةٌ رفيعة القدرِ، تجري في منشآت الأدباء، ويُتحدَّث عن معناها في علوم اللغة والشريعة والأدب والأخلاق، تلك الفضيلة هي: المروءة.

ننظر في منشآت الأدباء من منظوم ومتثور، فنجد لفظ المروءة وارداً في مقامات المدح؛ كما قال زياد الأعجم يمدح عبد الله بن الحشرج:

إنّ السَّماحةَ والمروءةَ والنَّدى ... في قُبَّةٍ ضُرِبَتْ على ابْنِ الحَشْرَجِ

وقالوا في الذمّ: فلان زَمِنُ المروءة: أي: أن مروءته دارسة بالية.

أو الفخر؛ كما قال أحد شعراء الحماسة:

عادوا مروءَتَنا فَضُلِّلَ سَعْيُهُمْ ... ولكُلِّ بَيْتِ مُروءَةٍ أَعْداءُ

وننظر في كتاب اللغة، فنجدها تقول: المروءة: الإنسانية، أو كمال الرجولية، أو الرجولية الكاملة، وكمال الرجولية ينتظم من الأخلاق الحميدة، والآداب السامية. فالمروءة إذاً هي جماع مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، فمن يفوته جانب من هذه المكارم أو المحاسن، يفوته جانب من العناصر التي تتكون منها المروءة.


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء السادس من المجلد الحادي عشر، الصادر في شهر ذي الحجة ١٣٥٧ هـ.