للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولاشتمال المروءة على جملة الفضائل، يقتصر بعض الأدباء عليها في مقام إيجاز المديح؛ كما قال سعيد بن حميد يعاتب صديقاً له:

ولئن سبقتَ لتبكِينَّ بحسرَةٍ ... وليكثُرَنَّ عليَّ منك عويلُ

ولئن سبقت ولا سبقت ليمضين ... من لا يشاكله لديَّ خليلُ

وليذهَبنَّ بهاءُ كُلِّ مُروءَةٍ ... وليفقدَنَّ جمالُها المأهولُ

وننظر في كتب الشريعة، فنجد المروءة واردة فيما يروى من الأحاديث النبوية، ونجد الفقهاء يذكرونها في بعض أبواب الفقه؛ كباب: القضاء، وياب: الشهادة، ويقولون: المروءة: صيانة النفس عن كل خلق رديء، والسمت الحسن، وحفظ اللسان، وتجنب المجون.

وقال آخرون منهم: المروءة: أن لا يأتي الإنسان ما يعتذر منه مما يحط مرتبته عند أهل الفضل، قال ابن سعيد يوصي ابنه:

وكلُّ ما يُفْضي لِعُذْرٍ فلا ... تجعَلْهُ في الغُرْبَةِ مِنْ إرْبَتِك (١)

وما يقوله علماء الشريعة غير بعيد مما يقوله علماء اللغة من أن المروءة: كمال الرجولية.

وننظر في كتب الأدب، فنجدها تسوق لبعض بلغاء الرجال وحكمائهم عبارات تشير إلى بعض الواجبات والآداب التي تقوم عليها المروءة؛ كما قال الأحنف بن قيس: المروءة: العفة والحرفة.

وقال ميمون بن ميمون: أول المروءة: طلاقة الوجه، والثاني: التودد، والثالث: قضاء الحوائج.


(١) الإربة: البغية.